يُعتبر حديث النبي صلى الله عليه وسلم "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحمل في معانيها قاعدة أساسية في الإسلام حول حفظ الدين من البدع والمحدثات التي لم ترد في الشريعة الإسلامية. يسلط الحديث الضوء على أهمية الالتزام بما جاء به الإسلام، ورفض أي إضافة غير مدعومة بدليل شرعي، مما يساعد في صيانة الدين وضمان بقائه نقيًّا كما نزل به الوحي.
نص الحديث
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، وجاء في رواية أخرى: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".
شرح الحديث
المعنى اللغوي
- أحدث: أي جاء بشيء جديد لم يكن في الدين من قبل.
- أمرنا: يشير إلى الدين الإسلامي والشريعة.
- رد: بمعنى مردود وغير مقبول، أي مرفوض.
المعنى الشرعي
يرشد الحديث إلى أن أي عمل أو عبادة تُضاف إلى الدين ولم تكن موجودة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أو لم تُؤيدها نصوص شرعية من القرآن أو السنة، فهي مرفوضة. ويشمل ذلك جميع أنواع البدع التي لا تستند إلى دليل شرعي واضح.
أهمية الحديث
هذا الحديث الشريف يعدّ أساسًا في باب البدع، فهو يوضح أن الدين الإسلامي كامل ومتكامل، ولا يحتاج إلى إضافات أو تغييرات. وقد أكمل الله تعالى الدين بقوله: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا" (المائدة: 3)، وهو تأكيد على عدم الحاجة إلى إدخال أمور جديدة لا تتفق مع أصول الدين أو تعاليمه.
أنواع البدع
البدع في العبادات: تتعلق بإضافة عبادات أو صلوات لم ترد في السنة النبوية، مثل الصلوات غير المشروعة أو الأذكار المخترعة التي لا أصل لها.
البدع في المعاملات: تشمل إدخال ممارسات غير مشروعة في التعاملات، مثل العقود التي تتعارض مع الشريعة الإسلامية.
كيف نحافظ على الدين من البدع؟
التمسك بالقرآن والسنة: من الضروري أن يلتزم المسلم بما جاء في الكتاب والسنة ولا يدخل في الدين ما ليس منه.
الرجوع إلى العلماء: عند وجود شك أو تساؤل في أي مسألة دينية، يجب العودة إلى العلماء المتخصصين المعروفين بثقتهم وعلمهم.
الابتعاد عن التقليد الأعمى: يجب على المسلم التحري والتأكد من صحة العبادات والأعمال التي يقوم بها، وعدم اتباع العادات التي تخالف الشرع.
الأسئلة الشائعة حول الحديث
إن حديث "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" من الأحاديث الجليلة التي تبين ضرورة اتباع السنة والابتعاد عن البدع. يدعونا هذا الحديث إلى التمسك بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وتجنب كل ما قد يُضاف للدين بلا دليل شرعي. قال الله تعالى: "وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله" (الأنعام: 153)، ليبقى الإسلام دينًا نقيًّا وكاملًا، يُحقق للمسلم رضا الله واستقامة الدين.
رؤية الغد تتابع الحدث
إرسال تعليق