آخر الأخبار

حرائق "بلو ماونتن" تستعر بلا هوادة وتستدعي المزيد من الطائرات والفرق: تزايد المخاطر في ظل جفاف قاسٍ يضرب المنطقة


 بعد ساعات طويلة من اشتعال النيران في غابات جبل "بلو ماونتن"، لا تزال فرق الإطفاء تكافح للحفاظ على الوضع تحت السيطرة. وعلى الرغم من أن الحريق لم يتسبب في إصابات أو يهدد المنازل بشكل مباشر حتى الآن، إلا أن السلطات تؤكد أن الحريق اشتدّ خلال الليل، مما يزيد من صعوبة مواجهته، خاصة مع الجفاف الشديد والرياح التي تجعل جهود الإطفاء أكثر تعقيدًا.

صرح المفوض ريك هيلدبراند جونيور، مفوض الحريق، قائلاً: "عندما تم التحليق فوق الحريق في فترة ما بعد الظهر، قدّرنا حجمه بحوالي 40 فدانًا، ولكن هذا الرقم تضاعف بشكل ملحوظ خلال الليل. التحدي الأكبر هو التضاريس الصعبة للجبل، إذ يقع الحريق على منحدر شديد، مما يمنع وصول الجرافات إلى الموقع." وأكد أن النيران اتجهت شرقًا ولم يتم احتواؤها بعد.

تحديات صعبة في ظروف جافة للغاية

من جانبه، أوضح هيلدبراند أن التضاريس الصعبة تزيد من تحديات مكافحة الحريق؛ فالموقع المنحدر للجبل يصعّب على فرق الإطفاء الوصول إلى نقاط النار بسهولة، ويجعل استخدام المعدات الثقيلة مثل الجرافات شبه مستحيل. ويضيف قائلاً: "المكان شديد الجفاف، وإذا لم تُغمر المنطقة بكميات كبيرة من المياه، فإن الرياح ستدفع الحريق لمزيد من الانتشار."

بسبب الجفاف الذي يضرب المنطقة منذ أكثر من شهر، أعلنت الأرصاد الجوية عن "تحذير العلم الأحمر" لعدة مقاطعات في ولاية بنسلفانيا، بما في ذلك وادي "ليهاي"، في إشارة إلى زيادة مخاطر اندلاع حرائق الغابات.

تعزيزات إضافية بالمعدات الثقيلة والطائرات لمواجهة الحريق

أعلنت شركة الإطفاء التطوعية في بلدة ليهاي أنها ستستعين بتعزيزات إضافية، بما في ذلك طائرات ومعدات ثقيلة، لمساندة الجهود المبذولة لمكافحة الحريق. ومن المتوقع أن تصل ثلاث طائرات مروحية من مكتب الغابات التابع للدولة، من بينها مروحية "هيوي" المجهزة بدلو مياه يسع 500 جالون.

وفي بيان عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أكدت الشركة أن جميع أفراد الفرق خرجوا سالمين من الجبل، دون تسجيل أي إصابات حتى الآن. وتقوم فرق الإطفاء بمراقبة المنازل في المناطق المحيطة بالحريق عن كثب لضمان سلامة السكان وطمأنتهم.

الجهود الشعبية في دعم رجال الإطفاء

تلبيةً لدعوات عديدة للمساعدة، طلبت فرق الإطفاء من المواطنين تقديم المياه وغيرها من الإمدادات للمتطوعين الذين يواجهون النيران في هذا الظرف العصيب. وأعلنت عن فتح باب التبرعات من الساعة 11 صباحًا حتى الواحدة ظهرًا بمقرها في شارع ليهاي في منطقة تشاريفيل. وقد دعت الفرق المتبرعين إلى ترك التبرعات عند مدخل المقر مع أسمائهم إذا كانوا يرغبون بذلك.

خطط لتطوير استراتيجيات احتواء الحريق دون إخلاء المنازل

أكدت السلطات أن الحريق بدأ في أراضي صيد تابعة للدولة بالقرب من مسار "أبالاش" ولكنه لم يمتد إلى المسار نفسه. ويقول هيلدبراند: "النار بدأت في مكان بعيد عن الطريق، ونعمل على تطوير خطة لاحتوائها."

في الوقت الحالي، لم تقم السلطات بأي عمليات إخلاء للمنازل، إلا أنها أكدت على وجود فرق ميدانية تراقب عن كثب وضع النيران في المناطق السكنية القريبة من الحريق، وبالأخص المنازل على طريق "تيمبرلاين"، لضمان عدم تعرضها لأي تهديد مباشر.

وأضاف: "نعمل بجد لمراقبة المسافة بين الحريق والمنازل، حتى الآن لا يوجد تهديد مباشر، لكننا نبقي السكان على علم بما يحدث ونحاول الحفاظ على هدوئهم في هذا الظرف العصيب."

استجابة المجتمع مع الجهود في وجه خطر الجفاف

أدى الجفاف الشديد في المنطقة إلى زيادة هائلة في احتمالية نشوب الحرائق، وقد وضعت أجزاء من وادي ليهاي ضمن حالة جفاف تتراوح بين "متوسطة" و"شديدة" وفقًا لتقارير مرصد الجفاف الأمريكي.

وتعمل فرق الإطفاء على استخدام كاميرات مراقبة ومنظومات استشعار حرارية لمتابعة انتشار الحريق. ورغم أن التضاريس والمنحدرات تعيق عملية الإطفاء، إلا أن الجهود متواصلة بالتعاون مع فرق الإطفاء القادمة من مختلف المناطق.

رؤية الغد تتابع الحدث


Post a Comment

أحدث أقدم