يتيح لك Bluesky الآن تخصيص موجز Discover الرئيسي باستخدام عناصر تحكم جديدة |
البداية: من منصة بسيطة إلى ظاهرة جديدة
تم تطوير منصة Bluesky داخل تويتر نفسها، بقيادة جاك دورسي، الرئيس التنفيذي السابق لتويتر، والذي كان يسعى لإنشاء شبكة تواصل اجتماعي قائمة على اللامركزية والخصوصية. في عام 2021، انطلقت Bluesky كمشروع مستقل، ومع الوقت، اكتسبت ميزات فريدة تجعلها تبرز وسط بحر المنصات الاجتماعية. بفضل تصميمها الذي يضع المستخدم في قلب التجربة، استطاعت Bluesky جذب انتباه مستخدمي X، خاصة في ظل التغييرات الكبيرة التي شهدتها الأخيرة بعد استحواذ إيلون ماسك عليها.
ارتفاع الهجرة إلى Bluesky: ما وراء الأرقام
منذ انتخاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ارتفعت أعداد المستخدمين على منصة Bluesky بشكل ملحوظ، حيث انضم نحو مليون مستخدم جديد إليها خلال أسبوع واحد فقط. هذا التدفق الكبير كان متوقعًا إلى حد ما، ولكنه حمل معه أبعادًا جديدة. ففي كندا، على سبيل المثال، تقدمت Bluesky إلى المرتبة الثانية في متجر التطبيقات، متفوقة على منافسيها مثل Threads.
ميزات Bluesky: كيف تختلف عن X؟
Bluesky ليست مجرد نسخة أخرى من X. فهي توفر تجربة مختلفة تمامًا، إذ تتيح للمستخدمين أدوات أكثر فعالية للتحكم في التفاعل، مثل خيارات التخصيص التي تمكنهم من اختيار المحتوى الذي يرغبون في رؤيته. بفضل مفهومها اللامركزي، تقدم Bluesky نوعًا جديدًا من الخصوصية حيث يمكن للمستخدمين الشعور بالأمان عند التفاعل دون الخوف من التعليقات العدائية.
بالإضافة إلى ذلك، توفر المنصة ميزات تمنح المستخدمين السيطرة الكاملة على من يمكنهم متابعة محتواهم، وكيفية الوصول إليه، وحتى "قوائم الحظر" التي تمكنهم من حظر المتطفلين والحفاظ على بيئة تواصل إيجابية. هذا النهج يميزها عن X، حيث يعاني المستخدمون غالبًا من سيل من الانتقادات السلبية والاستقطاب السياسي.
القلق من تزايد تأثير إيلون ماسك: دفع المستخدمين نحو البدائل
مع تزايد مشاركة إيلون ماسك في العمليات السياسية والعامة، من بينها دعمه الصريح لدونالد ترامب، بدأ بعض مستخدمي X يشعرون بعدم الارتياح تجاه المنصة. يُشير العديد من المستخدمين إلى أن منصات التواصل الاجتماعي لم تعد تقدم تجربة حرة وآمنة كما كانت في بدايتها، بل أصبحت مسيسة بشكل كبير. بناءً على ذلك، أصبح الكثيرون يعتقدون أن Bluesky تمثل مساحة بديلة للتعبير الحر.
الصحافة والشخصيات العامة تنتقل إلى Bluesky
لم يقتصر الإقبال على المستخدمين العاديين، بل شمل أيضًا الصحفيين والشخصيات العامة. في كيبيك وكندا، انضم العديد من الصحفيين إلى Bluesky، وبدأوا في نشر محتوى جديد عليها، مما يعزز من جاذبيتها. يمثل هذا الأمر نقطة تحول حيث يمكن للمستخدمين متابعة الشخصيات المؤثرة دون أن يتعرضوا لضغوط التجربة المليئة بالتوتر على X.
من خلال انضمام وسائل الإعلام المعروفة مثل La Presse و Radio-Canada و Le Devoir، أصبحت Bluesky مصدرًا أكثر مصداقية وتوازنًا، وهي ميزة تفتقدها X منذ فترة.
بين العاطفة والمزايا التقنية: هل سيصمد Bluesky في المنافسة؟
يعد Bluesky بإمكانية خلق بيئة تواصل إيجابية. فبينما يقدم X تجربة قد تكون أكثر إثارة وحركة، إلا أن Bluesky تقدم مساحة هادئة للتفاعل وتبادل الأفكار دون الحاجة للتعامل مع السلبية المستمرة. ومع ذلك، فإن العدد الإجمالي للمستخدمين على Bluesky ما زال أقل بكثير مقارنةً بـ X و Threads، حيث يصل عدد المستخدمين النشطين على X إلى مئات الملايين.
السؤال الكبير: هل تستطيع Bluesky الاستمرار في جذب المستخدمين حتى تصبح منافسًا حقيقيًا؟ أم أن الحماس الحالي سيتلاشى مع الوقت ليبقى X هو المسيطر؟
الفرص المستقبلية والتحديات: ماذا يعني هذا لمستقبل التواصل الاجتماعي؟
من الواضح أن Bluesky تجذب جمهورًا مختلفًا يبحث عن الأمان والتواصل الإيجابي. لكن التحديات تظل كبيرة؛ إذ يعتمد بقاء المنصة على قدرتها في تلبية احتياجات المستخدمين بطريقة مختلفة تمامًا عن المنصات التقليدية. لا تزال المنصة في مراحلها الأولى، ولكن إذا استمرت في تحسين الميزات وتوفير تجربة فريدة، قد تصبح الخيار الأول للكثيرين ممن سئموا من الأجواء السلبية على X.
هل ستصمد Bluesky؟ الطريق ما زال طويلًا
مع تزايد الانتقال إلى Bluesky، تظهر مؤشرات على أن المستخدمين يسعون إلى تجربة تواصل مختلفة. الأيام القادمة قد تشكل اختبارًا حقيقيًا لمدى قدرة Bluesky على تلبية توقعات جمهورها الجديد.
رؤية الغد تتابع الحدث
إرسال تعليق