فيروس بورنا ثلاثي الأبعاد |
ما هو فيروس بورنا؟
يعد فيروس بورنا (BoDV-1) العامل المسبب لمرض "بورنا"، وهو مرض معروف منذ أكثر من 250 عامًا كمرض يصيب الحيوانات. لكن في عام 2018، تم تأكيد أن هذا الفيروس قادر على إصابة البشر والتسبب في التهابات دماغية خطيرة. ويعتبر هذا المرض نادرًا ولكنه فتاك، حيث أن معظم الأشخاص الذين أُصيبوا به لم يتمكنوا من النجاة.
الحيوان الحامل الطبيعي للفيروس: فأر الحقول ذو الذيل القصير
أظهرت الدراسات أن فأر الحقول ذو الذيل القصير (Feldspitzmaus) هو الحامل الطبيعي الوحيد المعروف لفيروس بورنا BoDV-1، حيث يمكن لهذا الحيوان أن يفرز الفيروس عبر اللعاب والبول والبراز، بالإضافة إلى إفرازه من خلال الجلد، دون أن يصاب بالمرض. ووفقًا للمكتب البافاري للصحة، يُعتقد أن جميع الثدييات تقريبًا قد تكون عرضة للإصابة بفيروس بورنا. ومن الجدير بالذكر أن الحيوانات التي تصاب بهذا الفيروس، مثل الخيول والأغنام والقنافذ والبشر، تعاني من أعراض خطيرة وغالبًا ما تكون قاتلة، حيث يعتبر الإنسان مضيفًا نهائيًا لا ينقل العدوى بعد الإصابة.
طرق العدوى بفيروس بورنا لدى الإنسان
ما زالت طرق انتقال فيروس بورنا من فأر الحقول إلى البشر غير معروفة تمامًا، لكن الخبراء يعتقدون أن هناك عدة طرق ممكنة للعدوى. تشمل هذه الطرق المحتملة:
تناول طعام ملوث: من الممكن أن يتواجد الفيروس في الطعام الذي قد يكون تعرض للتلوث عبر فضلات فأر الحقول.
استنشاق غبار ملوث: يمكن أن يحدث انتقال الفيروس عبر استنشاق جزيئات الغبار الملوثة ببقايا الفيروس.
العدوى عبر الأرض الملوثة: قد يتعرض الإنسان للعدوى عند ملامسة التربة أو الأرض التي تحتوي على الفيروس نتيجة وجود فأر الحقول.
التعامل المباشر مع فأر الحقول: قد يحدث الانتقال في حالة التلامس المباشر مع هذا الحيوان الذي يعد حاملًا للفيروس.
الحيوانات الأليفة كناقل محتمل: قد تكون الحيوانات الأليفة مثل القطط التي تصطاد فئران الحقول معرضة لنقل الفيروس، إلا أن هذا الطريق لم يتم تأكيده علميًا بعد.
أعراض الإصابة بفيروس بورنا لدى الإنسان
تظهر أعراض الإصابة بفيروس بورنا عند البشر عادة في شكل التهابات دماغية شديدة، تشمل أعراضها ما يلي:
- الحمى: يعاني المريض من ارتفاع شديد في درجة الحرارة.
- الصداع: قد يشعر المصاب بآلام حادة في الرأس.
- الارتباك والهلوسة: يصاب بعض المرضى بالارتباك وقد يعانون من الهلوسة.
- تدهور الحالة العصبية: يمكن أن تتدهور الحالة العصبية للمصاب، مما يؤدي إلى فقدان الوعي أو الدخول في غيبوبة في بعض الحالات.
وقد أكدت التقارير أن معظم المصابين بهذا الفيروس لم يتمكنوا من النجاة، مما يجعل فيروس بورنا خطرًا صحيًا شديدًا رغم ندرة الإصابة به.
كيف يمكن الوقاية من فيروس بورنا؟
على الرغم من أن طرق انتقال الفيروس الدقيقة لم تتضح بالكامل بعد، إلا أن هناك بعض الإجراءات الوقائية التي يمكن اتباعها للحد من احتمالات الإصابة بفيروس بورنا، وتشمل هذه الإجراءات:
تجنب التعامل المباشر مع الحيوانات البرية: من الضروري تجنب التعامل المباشر مع فأر الحقول أو أي حيوانات قد تكون ملوثة.
الحفاظ على نظافة الأطعمة وتخزينها: يجب التأكد من تخزين الأطعمة في أوعية محكمة الإغلاق لمنع تلوثها ببقايا الحيوانات البرية.
التنظيف الدائم للبيئة المحيطة: يمكن أن يساعد التنظيف المنتظم للمناطق المحيطة بالمنزل وأماكن التخزين في تقليل احتمالات التلوث.
الابتعاد عن المناطق الموبوءة: في حال كان هناك تحذير من السلطات الصحية بشأن انتشار الفيروس في منطقة معينة، ينصح بالابتعاد عن تلك المناطق.
الحفاظ على الحيوانات الأليفة داخل المنزل: من الأفضل تقليل فرص احتكاك الحيوانات الأليفة مثل القطط مع الحيوانات البرية التي قد تحمل الفيروس.
البحث العلمي الجاري حول فيروس بورنا
لا تزال الأبحاث العلمية مستمرة لكشف المزيد من المعلومات حول فيروس بورنا، وخاصة حول كيفية انتقاله من الحيوان إلى الإنسان. يسعى الباحثون إلى معرفة المزيد حول كيفية حماية الإنسان من هذا الفيروس الخطير، ويأملون أن تؤدي نتائج هذه الأبحاث إلى اكتشاف لقاحات أو أدوية فعالة لمكافحة هذا الفيروس.
رؤية الغد تتابع الحدث
إرسال تعليق