في خطوة تاريخية واستثنائية، تستضيف المملكة العربية السعودية الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP16) في العاصمة الرياض من 2 إلى 13 ديسمبر. ويعتبر هذا الحدث أكبر تجمع دولي تستضيفه المملكة وأول مؤتمر من نوعه يُعقد في منطقة الشرق الأوسط، مما يعكس التزام القيادة السعودية بحماية البيئة وتعزيز التنمية المستدامة على المستوى العالمي.
أهمية المؤتمر والتحديات البيئية
يأتي مؤتمر COP16 في وقت حساس بالنسبة للأراضي الصالحة للزراعة في العالم، حيث تفيد بيانات الأمم المتحدة بأن 40% من أراضي الكوكب قد تدهورت، مما يؤثر على نصف البشرية ويعزز أزمات مثل تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي وتدهور سبل العيش.
تصريح الوزير السعودي
في حفل توقيع الاتفاقية بالرياض، أعرب وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي، عبد الرحمن الفضلي، عن فخر المملكة باستضافة هذا المؤتمر، مشيرًا إلى أن المبادرات البيئية للمملكة مثل "المبادرة الخضراء السعودية" و"مبادرة الشرق الأوسط الأخضر" هي خطوات رائدة تهدف إلى خلق بيئة مستدامة والتصدي للتحديات البيئية.
تصريح الأمين العام لاتفاقية مكافحة التصحر
وفي المقابل، شدد الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إبراهيم ثياو، على أهمية الحدث قائلاً: "اليوم نخسر الأراضي الخصبة بمعدل ينذر بالخطر، وهذا المؤتمر يجب أن يكون نقطة تحول في جهودنا لحماية الأرض ومواردها الثمينة، ويجب علينا مواجهة أزمة الجفاف بحلول جذرية وشاملة".
ارتفاع معدلات الجفاف والتصحر
تشهد مناطق العالم المختلفة معدلات متزايدة من الجفاف والتصحر، حيث ارتفعت معدلات الجفاف بنسبة 29% منذ عام 2000، بسبب التغيرات المناخية وسوء إدارة الأراضي. وتشير التوقعات إلى أن 25% من سكان العالم يعانون من آثار الجفاف، ومن المحتمل أن تواجه ثلاثة أرباع سكان العالم نقصًا في المياه بحلول عام 2050.
أهداف المؤتمر: تعبئة الجهود وتسريع العمل
يهدف المؤتمر إلى حشد الحكومات والشركات والمجتمعات لتعزيز الجهود الدولية في إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة وتعزيز صمودها أمام الجفاف، بما يدعم الأمن الغذائي والمائي والطاقوي. سيضم الحدث سلسلة من الفعاليات الهامة، بما في ذلك "منتدى الأعمال للأرض" و"المنتدى الدولي حول النوع الاجتماعي"، ما يفتح الباب أمام مناقشات شاملة ومتعددة الأطراف لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
السياق الإقليمي وأهمية استضافة السعودية
من المتوقع أن يكون مؤتمر COP16 نقطة تحول عالمية في جهود مكافحة التصحر، ويدعو المجتمع الدولي للاستفادة من هذه اللحظة التاريخية في توحيد الصفوف والعمل معًا لمواجهة التحديات البيئية المتزايدة.
رؤية الغد تتابع الحدث
إرسال تعليق