أوزبكستان تستعد للمشاركة في مؤتمر المناخ COP29 |
هدف مالي جديد وضروري
من أبرز محاور النقاشات في المؤتمر هو الهدف المالي الجماعي الجديد (NCQG) الذي يأتي بديلاً عن الالتزام السابق المتمثل في تقديم 100 مليار دولار سنويًا لمساعدة الدول النامية. هذا الهدف يسعى إلى حشد تمويل مستدام يمكّن الدول النامية من بناء اقتصادات منخفضة الكربون وتعزيز مرونتها أمام تغير المناخ. يتطلب تحقيق هذا الهدف الجديد مشاركة القطاع الخاص، إذ من المأمول أن يسهم بفعالية في توجيه الاستثمارات لدعم مشاريع المناخ في الدول النامية.
صندوق العمل لتمويل المناخ (CFAF)
أعلنت رئاسة COP29 في يوليو الماضي عن إنشاء صندوق العمل لتمويل المناخ، وهو يعتمد على المساهمات الطوعية من الدول والشركات المنتجة للوقود الأحفوري لدعم مشاريع المناخ في الدول النامية. الهدف من هذا الصندوق هو توفير تمويل طويل الأجل لمشاريع المناخ الملحة، لكن نجاحه يعتمد على جمع مساهمات كبيرة ومستدامة عبر السنوات القادمة، مما يشكل تحديًا في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية.
دور التمويل الخاص
لإشراك القطاع الخاص بشكل أكبر في تحقيق أهداف المناخ، يتم السعي لإقرار سياسات مالية تنظم تدفق رؤوس الأموال إلى الأسواق الناشئة والدول النامية، بما في ذلك تيسير القوانين المالية التي قد تكون عقبة أمام التمويل المستدام. هناك مطالب واضحة من القطاع الخاص لدعم سياسات المناخ عبر استثمارات تسهم في الانتقال نحو اقتصاد صديق للبيئة ويعزز الاستثمارات في الطاقة النظيفة.
دعم التكيف والخسائر والأضرار
تركز المناقشات أيضًا على ضرورة زيادة التمويل المخصص للتكيف مع آثار تغير المناخ، حيث تعاني الدول النامية بشكل أكبر من تداعيات هذه التغيرات. يسعى المؤتمر إلى وضع خطة ملموسة لدعم الصندوق الخاص بالخسائر والأضرار، وهو صندوق تم إنشاؤه لتعويض الدول النامية عن الأضرار التي لا يمكن تفاديها، مثل الفيضانات الشديدة أو الحرائق الواسعة. كانت هناك تعهدات مالية بقيمة 700 مليون دولار منذ مؤتمر COP28، لكن المبلغ لا يزال بعيدًا عن تلبية الاحتياجات الفعلية للدول المتأثرة، التي يُقدَّر أن خسائرها قد تصل إلى مئات مليارات الدولارات سنويًا.
الهدف العالمي للتكيف
في إطار خطة عمل أكبر، يسعى مؤتمر COP29 إلى تعزيز الهدف العالمي للتكيف عبر وضع سياسات تساعد في تسريع جهود التكيف لجميع الدول، مع التأكيد على الحاجة إلى التمويل العادل لهذه الجهود. يهدف هذا النهج إلى تمكين الدول النامية من مواجهة التغيرات المناخية بفعالية ومرونة، بما يتماشى مع الالتزامات العالمية لخفض الانبعاثات وتحقيق التزامات مؤتمر جلاسكو.
من المتوقع أن تكون نتائج COP29 محورية في رسم معالم التمويل المناخي لعقود قادمة، خاصة في ظل الضغوط المتزايدة على الدول المتقدمة للوفاء بتعهداتها نحو الدول النامية، سواء في صورة تمويل مباشر أو عبر سياسات تساهم في تحفيز الاستثمار الخاص، مما يجعل هذا المؤتمر فرصة حاسمة لتحقيق تقدم ملموس في العمل المناخي العالمي.
رؤية الغد تتابع الحدث
إرسال تعليق