زلزال بقوة 6.8 درجة يضرب كوبا بعد أعاصير وانقطاعات للكهرباء |
في مشهد يزداد صعوبةً وتحديًا، عانت كوبا في الأيام الماضية من زلزال بقوة 6.8 درجة على مقياس ريختر ضرب الساحل الشرقي للبلاد، بالقرب من بلدية بارثولومي ماسو، ليضيف هذا الحدث الطبيعي إلى سلسلة من الكوارث التي ضربت الجزيرة مؤخرًا. كيف ستواجه كوبا هذا التحدي الجديد في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، والانقطاعات الكهربائية، وأثر الأعاصير المدمرة؟
تداعيات الزلزال وأضراره على المجتمع المحلي
قبل يومٍ واحد من وقوع الزلزال، كانت كوبا بالكاد تتعافى من آثار إعصارين ضربا البلاد في الأسابيع الأخيرة، مما تسبب في انقطاع شامل للكهرباء وأضرار جسيمة في البنية التحتية. الزلزال الجديد الذي شعر به السكان بعمق، تسبب في انهيارات أرضية وأضرارٍ واضحة على المنازل والمباني، إلى جانب الأضرار في خطوط الكهرباء في مناطق مثل محافظة غرانما وبلدية بيلون. وتعامل الكوبيون مع هول الصدمة، وهم الذين سبق لهم أن شعروا بالزلازل، لكنهم أكدوا أن هذا الزلزال كان الأقوى على الإطلاق.
تصريحات المسؤولين وتحديات الاستجابة
أعلن الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل أن السلطات الكوبية في حالة تقييم للأضرار بهدف البدء بعمليات الإغاثة والإصلاح. وقد أظهرت الصور الواردة من وسائل الإعلام المحلية مثل "كوباديباتي" مدى الضرر الذي لحق بالمنشآت. ورغم ذلك، صرّح رئيس معهد الزلازل الكوبي أن الوضع "معقد"، مشيرًا إلى ضعف البنية التحتية والصعوبات في الاستجابة الطارئة في ظل انقطاع الاتصالات.
التحديات الاقتصادية والمناخية المتزايدة
تواجه كوبا الآن وضعًا غير مسبوق من الأزمات المترابطة؛ فمن جهة، تتعرض لهجمات طبيعية متكررة، ومن جهة أخرى، تعاني من أزمة اقتصادية متفاقمة وسط انقطاعات كهربائية متكررة تعمقت بعد الأعاصير. وفي المناطق الشرقية، حيث وقعت الكارثة الأخيرة، يشعر السكان بأنهم في سباق دائم مع الطبيعة، في حين يبقى مستقبل الاستقرار بعيدًا في ظل الأضرار المتراكمة.
ارتدادات تصل إلى فلوريدا وتأثيرات على البلدان المجاورة
لم يتوقف تأثير الزلزال عند حدود كوبا؛ إذ وصل تأثيره حتى جنوب فلوريدا، حيث شوهدت المباني تتأرجح، ما دفع الخبراء إلى دراسة مدى قوة الهزة التي انتقلت عبر البحر الكاريبي. في حين أن موجات تسونامي كبيرة لم تحدث، فقد حذرت المراكز الأميركية من احتمال حدوث موجات خفيفة في المناطق الساحلية القريبة.
أزمة الطاقة واستمرار التحديات المناخية
قد يبدو وكأن كوبا تُختبر من جميع النواحي، إذ تزامنت آثار الزلزال مع أزمة طاقة كبرى بعد أعاصير مثل أوسكار ورافائيل اللذان دمرا شبكة الكهرباء بشكل واسع. ومع كل زلزال جديد، تواجه الحكومة الكوبية تحديات أكبر في إعادة الإعمار وتأمين إمدادات الطاقة والمساعدات.
أمل في الإغاثة الدولية أم عزلة متزايدة؟
رغم توجيه الأنظار إلى كوبا من قبل المنظمات الدولية، تبقى الآمال في الحصول على دعم حقيقي ضئيلة، حيث تعاني البلاد من قيود اقتصادية وإحجام بعض الدول عن تقديم المساعدات المباشرة. ولكن السؤال يبقى: هل سيجد المجتمع الدولي سبيلًا لدعم كوبا في وجه الأزمات
المتعددة؟
رؤية الغد تتابع الحدث
إرسال تعليق