آخر الأخبار

محاولة تخريبية تستهدف الشحن الجوي الدولي وتثير المخاوف الأمنية في أوروبا وأمريكا الشمالية


في تطور أمني خطير، كشفت تقارير عن إحباط محاولات لتهريب أجهزة حارقة عبر شحنات جوية، حيث اكتشفت السلطات الأوروبية في يوليو الماضي جهازين مشبوهين خلال عمليات الشحن عبر شركة "دي إتش إل" (DHL) في مراكزها اللوجستية في لايبزيغ، ألمانيا، وبرمنغهام، إنجلترا. ويُعتقد أن هذه الأجهزة كانت جزءاً من عملية تخريب واسعة تهدف لإحداث حرائق على متن الطائرات في محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار.

تفاصيل العملية واعتقالات متعددة في أوروبا

وفقًا لتقرير من صحيفة وول ستريت جورنال، اشتعلت النيران في جهازين ضمن شحنات موجهة إلى أمريكا الشمالية، وتم اكتشافها خلال عملية الفرز. وقد أفادت الصحيفة بأن التحقيقات الأوروبية توصلت إلى أن الأجهزة المشتعلة كانت أدوات كهربائية تحتوي على مواد قابلة للاشتعال، ويُرجح أنها زُرعت كجزء من عملية تخريبية تُدار من قبل عناصر روسية.

تم اعتقال المشتبه به الرئيسي، ألكسندر سورانوفاس، الذي كان يستخدم اسمًا مستعارًا "إيغور برودنيكوف"، في فيلنيوس، ليتوانيا، بتهمة إرسال أربع أجهزة حارقة. وتعاونت السلطات البولندية مع عدة دول واعتقلت أربعة أشخاص إضافيين على خلفية هذه الحوادث، فيما يجري العمل لتعقب مشتبهين آخرين.

خلفية الأجهزة الحارقة والهدف منها

بحسب مصادر التحقيقات، فإن الأجهزة التي شُحنت من ليتوانيا إلى المملكة المتحدة عبر أدوات كهربائية قد تكون قد وُضعت لاختبار مدى قدرة الأجهزة الحارقة على الوصول إلى أمريكا الشمالية دون الكشف عنها. أشار التقرير إلى أن هذه الأجهزة استُخدمت كنوع من "التجربة" لقياس مدى إمكانية تمرير مثل هذه الأجهزة عبر نظام الشحن الدولي دون لفت الانتباه.

"دي إتش إل" تتعاون مع السلطات وتحذر من المخاطر الأمنية

قدمت جلينا آيفي ووكر، رئيسة اتصالات شركة "دي إتش إل" لمنطقة الأمريكتين، بيانًا حول الحادثة، جاء فيه: "نحن على علم بحادثتين وقعتا مؤخرًا تتعلقان بشحنات في شبكتنا، ونعمل بشكل كامل مع السلطات المختصة لحماية موظفينا وشبكتنا وشحنات عملائنا". ولم تقدم دي إتش إل المزيد من المعلومات حول الحادثة، مشددة على التزامها الكامل بالتعاون لحل الأزمة وتفادي تكرار مثل هذه الحوادث.

التوتر بين أوروبا وروسيا: اتهامات متبادلة ونفي روسي

بينما تواصل السلطات في أوروبا تحقيقاتها حول الحادثة، نفى الكرملين أي علاقة رسمية لروسيا بالمحاولة التخريبية. حيث صرح المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بأنه لم يسمع بأي اتهامات رسمية من جهات أوروبية بشأن تورط روسيا، معتبراً أن مثل هذه الادعاءات لا تستند إلى أدلة ثابتة.

استجابة أمريكية: تعزيز التدابير الأمنية على الشحنات

أفادت وكالة أسوشيتد برس بأن إدارة أمن النقل الأمريكية (TSA) قامت بإضافة إجراءات أمنية إضافية لبعض الشحنات المستوردة إلى الولايات المتحدة، وذلك كإجراء احترازي لتعزيز الأمن على خلفية هذه الحادثة. ولم تصدر حتى الآن أي بيانات رسمية من وكالات أمريكية حول هذه الحادثة، إلا أن الخبراء يرون أن الأمر سيجذب اهتمام الجهات المعنية بالشحن والنقل في الولايات المتحدة.

تحقيقات متواصلة في أوروبا: البحث عن بقية المتورطين

ما زالت السلطات الأوروبية تواصل تحقيقاتها للتوصل إلى هوية المزيد من المتورطين في هذه المؤامرة التخريبية. وأكدت التقارير أن السلطات البولندية قد تعاونت بشكل مكثف مع دول أوروبية أخرى للقبض على أربعة أشخاص، وتجري الآن عمليات لتحديد موقع مشتبهين إضافيين قد يكون لهما صلة مباشرة بإرسال الأجهزة الحارقة.

تداعيات المحاولة التخريبية على أمن الطيران الدولي

تثير هذه الحوادث قلقًا متزايدًا بشأن مستوى الأمان في عمليات الشحن الدولي، خاصة مع تكاثر الأساليب الجديدة لتهريب المواد الخطرة عبر الشحنات. ويعتبر بعض الخبراء أن هذه الحوادث تدل على تصعيد في وسائل التخريب والتجسس الصناعي عبر استخدام شحنات مدنية، ما قد يستدعي إجراءات أكثر صرامة من شركات الشحن والتفتيش الجمركي.

الاستنتاج: أهمية التعاون الدولي لمكافحة العمليات التخريبية

في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف من احتمالية تهريب مواد خطرة عبر شحنات جوية، بات من الضروري تعزيز التعاون بين الدول وتطبيق معايير أمنية صارمة لضمان سلامة الشحنات العابرة للقارات. ويؤكد محللون على أهمية الإجراءات الوقائية والدور الكبير الذي يلعبه التنسيق بين الأجهزة الأمنية وشركات الشحن، لحماية الشحنات والمواطنين من محاولات التخريب.

تمثل هذه الحوادث إنذارًا خطيرًا للمجتمع الدولي بأهمية تعزيز الإجراءات الأمنية في قطاع الشحن الجوي، وتكثيف الرقابة على الشحنات العابرة للحدود، خاصة في ظل المحاولات التخريبية المستمرة.

رؤية الغد تتابع الحدث


Post a Comment

أحدث أقدم