آخر الأخبار

هل يمكن لمباراة كرة قدم أن تتحول إلى نقطة اشتعال سياسي؟ مواجهة فرنسا وإسرائيل تحت حراسة مشددة واهتمام عالمي!

إسرائيل / فرنسا دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم 2024-2025

تستعد فرنسا لمواجهة ذات طابع حساس، ليس فقط على أرضية الملعب ولكن أيضًا في الأوساط السياسية والدبلوماسية. ففي ظل التوترات الجيوسياسية التي تحيط بلقاء فرنسا وإسرائيل ضمن دوري الأمم الأوروبية، يتخذ المسؤولون في فرنسا تدابير أمنية غير مسبوقة لضمان سير المباراة بسلام في ستاد فرنسا يوم 14 نوفمبر. ما الذي يدفع السلطات إلى هذا الحذر الشديد؟ وما السياق الذي يجعل من مباراة رياضية حدثًا حساسًا بهذا الشكل؟

الأوضاع الجيوسياسية: خلفية المباراة وتحدياتها

لا يمكن فصل هذه المباراة عن الأحداث العنيفة التي شهدتها الساحة الدولية مؤخرًا. فالهجمات المعادية للسامية التي شهدتها أمستردام قبل أسبوع، إضافة إلى التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، تضفي طابعًا خاصًا على اللقاء بين فرنسا وإسرائيل. كما أن الأحداث التي شملت رفع شعارات مثل "فلسطين حرة" في ملعب بارك دي برانس، تزيد من مخاوف السلطات حول إمكانية تجدد مثل هذه الشعارات أو التصرفات في ستاد فرنسا.

وفي باريس، أعلنت منظمة "بيطار العالمية" اليهودية تنظيم مظاهرة دعم لإسرائيل قبل يوم من المباراة. هذا التوتر يفاقمه تصريح رئيس المنظمة ييجال براند، الذي أعرب عن غضبه من تجاهل الدول الأوروبية للهجمات ضد الجاليات اليهودية، مؤكدًا أن هذه المظاهرة تأتي كتعبير عن الهوية الصهيونية.

إجراءات أمنية مشددة لضمان الأمن


خريطة ملعب كرة القدم في فرنسا
استجابة للمخاوف الأمنية، وضعت فرنسا خطة أمنية صارمة وغير مسبوقة، تتضمن نشر 4,000 من قوات الأمن لضمان سلامة الحاضرين. ويشير بعض المسؤولين إلى أن هذه التدابير تشابه الإجراءات التي تُعتمد في أحداث رياضية كبرى مثل الألعاب الأولمبية. يشمل هذا الإطار الأمني إقامة محيط أمني مكثف حول الملعب، يتضمن إغلاق المتاجر والمطاعم المحيطة بالستاد قبل انطلاق المباراة بساعات.

كما أضافت الشرطة إجراءات تتضمن نقاط تفتيش مزدوجة وفحصًا دقيقًا للهوية والأمتعة لكل من يعتزم حضور المباراة. كما سيتم حظر حمل حقائب الظهر، والزجاجات، والأعلام الفلسطينية. وتأتي هذه الإجراءات في محاولة لضبط الأجواء ومنع أية مظاهر قد تؤجج التوترات.

الرسالة وراء حضور الرئيس الفرنسي

من المقرر أن يحضر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا اللقاء، في خطوة يصفها المقربون منه بأنها "تعبير عن التضامن والأخوة" في ظل التوترات الجيوسياسية الحالية. حضور ماكرون يعكس رغبة فرنسا في الحفاظ على مبدأ عدم السماح للسياسة بإفساد الرياضة، مع توجيه رسالة دعم لروح التعايش والسلام.

الاستعدادات في وجه الانتقادات

رغم هذا الجهاز الأمني، إلا أن السلطات الإسرائيلية أصدرت تحذيرًا لمواطنيها بعدم الحضور، ما يبرز الشكوك حول قدرة هذا الانتشار الأمني على التصدي للتهديدات المحتملة. ورغم التأكيدات الفرنسية بالاستعداد الكامل، يبقى التخوف من احتمالات انفلات الأمن في ظل السياق الحساس.

ختامًا، تبقى مباراة فرنسا وإسرائيل أكثر من مجرد لقاء رياضي. إنها انعكاس للتوترات الدولية الراهنة وتعبير عن كيفية تعامل الحكومات مع الأحداث العالمية المعقدة.

رؤية الغد تتابع الحدث

 

Post a Comment

أحدث أقدم