آخر الأخبار

هل جوستن ترودو يدير الأزمة أم يهرب من المواجهة؟

جاستن ترودو - رئيس وزراء كندا

 بينما يتأرجح حزب الليبراليين الكندي على شفا الانهيار السياسي، يطرح السؤال الكبير نفسه: هل فقد جوستن ترودو السيطرة على حكومته؟ وهل يسعى فقط للبقاء في السلطة بأي ثمن؟

في خضم الأزمات المتتالية، من أزمة الهجرة إلى الفضائح السياسية، يتضح أن أسلوب ترودو في القيادة بات موضع تساؤل كبير. ماذا حدث لرئيس الوزراء الذي وعد بسياسات "الطرق المشرقة"؟ هل أصبحت "الأيام المشرقة" مجرد سراب سياسي؟

ترودو، الذي بدأ فترته بتطلعات إصلاحية كبرى، يجد نفسه اليوم غارقًا في بحر من الانتقادات، خاصة فيما يتعلق بإدارته للهجرة. على الرغم من أن خطته لرفع تعداد السكان الكندي إلى 100 مليون بحلول نهاية القرن قد تبدو طموحة، إلا أنها لم تُقابل بسياسات ملموسة لمعالجة تأثيراتها على الرعاية الصحية، التعليم، والإسكان. ومع تزايد الانتقادات، يبدو أن رئيس الوزراء يتجنب المواجهة ويتبع أسلوب إلقاء اللوم على الآخرين - من رؤساء المقاطعات إلى الجامعات وحتى متاجر التجزئة الكبرى.

أزمة الهجرة: طموح بلا خطة

ترودو رفع سقف الهجرة بشكل غير مسبوق، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في افتقاره لخطة شاملة لمعالجة التداعيات. الهجرة ليست أزمة بحد ذاتها؛ هي جزء من تاريخ كندا وتشكيل هويتها. لكن الإسراف في أعداد الوافدين دون مراعاة قدرة البلاد على تلبية احتياجاتهم قد يؤدي إلى كوارث اجتماعية.

ما زاد الطين بلة هو تجاهل ترودو الواضح للعواقب الواضحة لهذه السياسات، مع تركيزه على تعزيز صورته السياسية بدلاً من تقديم حلول واقعية.

فضائح متتالية: هل فقد ترودو السيطرة؟

فضيحة الوزير رندي بواسونولت، الذي زعم وجود أصوله الأصلية، كشفت عمق الأزمة الأخلاقية التي تعيشها الحكومة. بدلاً من اتخاذ قرارات حازمة، يبدو أن ترودو فضل ترك الأمور تتدهور على أمل أن ينساها الجمهور.

هذا الأسلوب الإداري ليس جديدًا. فقد شهدت حكومة ترودو انسحابات متكررة من مجلس الوزراء، دون أي تعويضات تذكر، مما جعل الحكومة تبدو وكأنها سفينة مثقوبة تتجه نحو الغرق.

المعارضة والتحديات الداخلية

بينما يواصل المحافظون، بقيادة بيير بويليفري، الضغط على حكومة ترودو، يزداد الإحباط بين الليبراليين أنفسهم. انخفاض شعبية الحزب بفارق يتراوح بين 15 و20 نقطة عن المحافظين يعكس أزمة ثقة عميقة داخل القاعدة السياسية للحزب.

السياسة الخارجية: قرارات بدون نقاش

على الساحة الدولية، أيد ترودو قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بالسماح باستخدام صواريخ بعيدة المدى في أوكرانيا. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم يكن هناك نقاش برلماني حول هذا القرار المصيري؟

السياسة الخارجية الكندية تبدو وكأنها تدار على الهامش، دون رؤية واضحة أو استراتيجية تتماشى مع مصالح البلاد.

هل يفكر ترودو في الانسحاب؟

مع اقتراب الانتخابات، يجد ترودو نفسه في موقف ضعيف. الخيارات أمامه تبدو محدودة: هل يستمر في اللعب على عامل الوقت على أمل أن يتغير الوضع، أم يقدم على استقالة مدروسة تتيح لحزبه فرصة لإعادة تنظيم صفوفه؟

الوقت ليس في صالح ترودو. ومع تعثر حكومته، يظل السؤال قائماً: هل أصبح رئيس الوزراء الذي وعد بـ"أيام مشرقة" مجرد سياسي متمسك بالسلطة، أم أنه يسعى لتحقيق رؤية لا يفهمها أحد؟

رؤية الغد تتابع الحدث


Post a Comment

أحدث أقدم