آخر الأخبار

هل يُمكننا سدّ الفجوة وإنقاذ الأرواح؟ في اليوم العالمي للسكري، دعوة لتحدّي العقبات وإتاحة الرعاية للجميع

اليوم العالمي للسكري

تحت شعار "كسر الحواجز، سدّ الفجوات"، يحتفي العالم هذا العام باليوم العالمي للسكري، وهي مناسبة تدعونا لتأمل التحديات المتزايدة أمام ملايين البشر في مواجهة مرض يتسبب بتبعات صحية خطيرة وعبء ثقيل على الأفراد والمجتمعات والأنظمة الصحية. ولكن، هل نستطيع حقاً كسر هذه الحواجز التي تمنع الوصول للرعاية اللازمة؟ وما هو حجم المشكلة في منطقة جنوب شرق آسيا التابعة لمنظمة الصحة العالمية؟

انتشار السكري: مشكلة ضخمة تستدعي حلولاً جماعية

وفقاً لأحدث الإحصاءات، يعاني قرابة 246 مليون شخص ممن تزيد أعمارهم عن 30 عاماً من مرض السكري في منطقة جنوب شرق آسيا وحدها. ورغم الجهود المتواصلة للتصدي لهذا المرض، فإن مضاعفاته تتنوع بين نوبات قلبية وسكتات دماغية، إلى جانب الفشل الكلوي وفقدان البصر وبتر الأطراف، مما يترك عبئاً جسدياً ونفسياً كبيراً على الأفراد وأسرهم، إلى جانب الأثر الاقتصادي الذي يتكبدّه النظام الصحي في معالجة هذه الحالات.

الحاجة المُلحة لزيادة الوعي والكشف المبكر

من اللافت أن أكثر من 60% من المصابين بالسكري في هذه المنطقة لا يدركون إصابتهم بالمرض. هنا تتضح أهمية حملات التوعية التي يجب أن تستهدف ليس فقط مرضى السكري، بل الأصحاء أيضاً لتعزيز الفحوصات الدورية وكشف المرض في مراحل مبكرة. كما يمكن ربط هذه الحملات بحملات أخرى تعزز أنماط الحياة الصحية، بما في ذلك الحملات المتعلقة بصحة الأم والطفل والمراهقين، لتوجيه المجتمع ككل نحو وعي صحي شامل.

تحديات أخرى تواجه مكافحة السكري في المنطقة

تشكل البيئة الداعمة للوقاية من عوامل الخطر للسكري أمراً ضرورياً، وتتمثل في سياسات فعالة لمكافحة التدخين، ومحاربة السمنة، والحد من تناول الدهون الضارة، وتشجيع النشاط البدني. وقد اتخذت بعض دول جنوب شرق آسيا خطوات إيجابية نحو هذه الأهداف، بحيث أصبحت تجاربها محل إشادة عالمية كممارسات نموذجية.

سد فجوات الرعاية: ضرورة لإنقاذ الأرواح

لعل من أبرز التحديات التي تواجه مرضى السكري في المنطقة هو الوصول إلى الرعاية العادلة والشاملة والفعالة. إذ أن أقل من ثلث البالغين المصابين بالسكري يتلقون علاجاً، بينما يتمكن أقل من 15% من السيطرة على المرض بشكل فعّال. هذا الواقع يدعو إلى ضرورة تفعيل بروتوكولات علاجية موحدة وتوفير الأدوية الأساسية والتشخيصات اللازمة مثل الأنسولين واختبارات HbA1c في أنظمة الرعاية الصحية الأولية. كما يتطلب وجود الكوادر المدربة لضمان تقديم رعاية تتسم بالجودة.

التقدم في مجال إدارة السكري: خطوات نحو الهدف

رغم الصعوبات، فإن دول منطقة جنوب شرق آسيا تحقق تقدماً ملموساً في توفير الخدمات الضرورية لإدارة مرض السكري. وبحلول منتصف عام 2024، وُضع أكثر من 23 مليون مصاب بالسكري في إطار إدارة علاجية تستند إلى بروتوكولات محددة، بهدف الوصول إلى الهدف SEAHEARTS الذي يقضي بتوفير العلاج النموذجي لـ100 مليون شخص مصاب بالسكري وضغط الدم بحلول عام 2025.

رعاية مرضى السكري: ضرورة تكامل الخدمات وتطوير البنية الصحية

لكي يتم سد الفجوات وتحقيق العدالة في تقديم الرعاية، يتوجب تكامل خدمات السكري مع الخدمات الصحية الأساسية، بما في ذلك حزمة منظمة الصحة العالمية HEARTS D. يشمل ذلك تعزيز قدرات الرعاية الأولية عبر توفير الأدوية والتشخيصات الأساسية، وإدماج خدمات السكري مع البرامج الصحية المتعلقة بالأمراض المعدية مثل السل، مما يعود بالنفع على برامج الأمراض غير السارية والأمراض المعدية معاً.

معاً نحو مستقبل أفضل: مسؤولية جماعية

إن الطريق نحو سد الفجوات وتوفير رعاية عادلة وشاملة لمصابي السكري في العالم وفي منطقة جنوب شرق آسيا ليس سهلاً، ولكنه ممكن. وعلى الجميع، بدءاً من الحكومات ومقدمي الرعاية الصحية وحتى المجتمعات، العمل بجدية لمواجهة هذا التحدي. وفي هذا اليوم العالمي للسكري، دعونا نتعهد بأن لا يُترك أحد خلف الركب، وأن تكون الرعاية الصحية عالية الجودة في متناول الجميع، لنمنح المصابين بالسكري فرصة لحياة صحية، أطول، وأكثر إنتاجية.

رؤية الغد تتابع الحدث


 

Post a Comment

أحدث أقدم