آخر الأخبار

هل القراءة سبيلنا نحو مستقبل أفضل؟ معرض كتاب الطفل والشباب بالدار البيضاء يفتح أبوابه لتغيير الواقع الثقافي

افتتاح فعاليات المعرض الدولي الثاني لكتاب الطفل والشباب بالدار البيضاء

 في عصر تهيمن فيه التكنولوجيا على يومياتنا وتُعيد تشكيل علاقتنا مع المعرفة، يظهر سؤال ملحّ: كيف يمكننا إعادة الأجيال الصاعدة إلى الكتاب في زمن الشاشات؟ الإجابة قد تكون هنا، في قلب العاصمة الاقتصادية، الدار البيضاء، حيث افتتحت فعاليات الدورة الثانية للمعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب، لتكون نقطة انطلاق نحو تعزيز علاقة الأطفال والشباب بالقراءة.

تحت رعاية سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبتنظيم مشترك بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل وشركاء محليين ودوليين، يعد هذا المعرض الذي يمتد حتى 22 ديسمبر حدثًا بارزًا ليس فقط في المغرب، بل على الساحة الثقافية العالمية. فهو يجمع بين الترفيه والتثقيف، وبين التاريخ والمستقبل، ليعيد للكتاب دوره المحوري في تنشئة أجيال جديدة واعية ومبدعة.

أهداف سامية ورؤية واضحة

يهدف المعرض إلى أكثر من مجرد عرض الكتب؛ فهو يسعى لدعم صناعة الكتاب، خاصة الموجه للأطفال والشباب، وإثراء المكتبة المغربية والدولية بإصدارات تتحدث بلغتهم وتحتوي تطلعاتهم. من خلال تقديم برامج غنية تشمل ورشات وندوات وأنشطة ثقافية مبتكرة، يُعزِّز المعرض مفهوم القراءة كوسيلة للارتقاء بالمجتمع وتحفيز التفكير الإبداعي لدى الناشئة.

وليس هذا كل شيء؛ فالحدث يُرسِّخ موقع الدار البيضاء كقطب ثقافي عالمي، حيث يستضيف دور نشر من 29 بلدًا، ما يعكس الأهمية المتزايدة للمعرض في المشهد الثقافي الدولي.

ضيف شرف مميز: والوني بروكسل

هذا العام، يُضيف المعرض بُعدًا دوليًا مميزًا من خلال استضافة والوني بروكسل (بلجيكا) كضيف شرف. يشمل ذلك تقديم التراث الثقافي الكلاسيكي الخاص بالأطفال مثل شخصيات "تان تان" و"السنافر"، فضلًا عن إتاحة الفرصة للزوار للتعرف على مؤلفين بارزين وأعمال مميزة تحفز الخيال وتنمي حب القراءة لدى الصغار.

وفي تصريح لها، أشارت المندوبة العامة لوالوني بروكسل، شيراز الفاسي، إلى أهمية هذا الحدث في تعزيز العلاقات الثقافية التاريخية بين المغرب وبلجيكا، مؤكدة أن الثقافة تعد جسرًا أساسيًا لتقريب الشعوب.

قراءة مغربية بنكهة محلية وأبطال محليين

ضمن أهدافه الطموحة، يهدف المعرض إلى دعم الناشرين المغاربة لإصدار كتب وقصص تحمل ملامح محلية، وتتناول تاريخ المملكة وتراثها، وذلك لتقريب هذا الإرث من الأجيال الشابة. وقد أشار وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، إلى أهمية جعل القراءة وسيلة لفهم الذات الوطنية وتعزيز الهوية المغربية في مواجهة التحديات العالمية.

أنشطة مكثفة تلبي تطلعات الجميع

يتميز برنامج هذه الدورة بتنوعه وشموليته، حيث يشهد تنظيم 405 ورشة ثقافية، إضافة إلى 66 نشاطًا متنوعًا يستهدف المؤلفين والرسامين الشباب، وذلك بهدف إعداد جيل جديد من المبدعين المغاربة القادرين على تحقيق نقلة نوعية في صناعة كتاب الطفل.

كما يتضمن البرنامج ندوات ولقاءات تكوينية لفائدة أطر وزارة التربية الوطنية، لتعزيز مهاراتهم في تدبير المكتبات المدرسية، بما يُسهم في تطوير نظام تعليمي يضع القراءة في صميم أولوياته.

لماذا هذا المعرض مهم الآن؟

في ظل تراجع معدلات القراءة عالميًا، يشكل هذا المعرض فرصة حقيقية لإعادة تسليط الضوء على أهمية الكتاب في تنشئة أجيال قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية. وبينما تعمل التكنولوجيا على جذب انتباه الأطفال والشباب بطرقها المختلفة، يقدم المعرض بديلاً مثيرًا يجمع بين التعلم والمتعة في آن واحد.

 دعوة للزيارة

لا يمكن أن تكون مجرد متفرج على هذا الحدث الثقافي الفريد. إذا كنت تبحث عن تجربة تثري عقول أطفالك أو تلهمك شخصيًا، فإن معرض كتاب الطفل والشباب بالدار البيضاء هو المكان المناسب. استكشف عالمًا من الكتب والقصص والأنشطة التي تفتح الأفق نحو مستقبل أفضل.

رؤية الغد تتابع الحدث


Post a Comment

أحدث أقدم