المستشار شولتز حول المغادرة إلى كييف: «المؤيدون المتحمسون لأوكرانيا في أوروبا» |
منذ أكثر من 1000 يوم، تصمد أوكرانيا في وجه الحرب الروسية الضارية، محاولة الحفاظ على سيادتها واستقرارها وسط دمار هائل ومعاناة إنسانية غير مسبوقة. لكن زيارة شولتز تأتي في توقيت حساس، يتزامن مع تصعيد روسي جديد وضغوط دولية متزايدة لإيجاد حل دبلوماسي للحرب التي تهدد الأمن الأوروبي.
ماذا تحمل زيارة شولتز إلى كييف؟
صرّح شولتز فور وصوله بأن ألمانيا ستظل "أكبر داعم لأوكرانيا في أوروبا"، معلنًا عن تقديم مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 650 مليون يورو. هذه المساعدات تشمل تسليم أسلحة متطورة بحلول ديسمبر، في رسالة واضحة تعكس التزام ألمانيا بدعم أوكرانيا عسكريًا. ومع ذلك، يبقى السؤال: هل تكفي هذه الخطوات لتعزيز موقف أوكرانيا عسكريًا وسياسيًا؟
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي سيجتمع مع شولتز خلال الزيارة، لم يُخفِ انتقاداته السابقة للمستشار الألماني، خاصة بعد مكالمته الأخيرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. زيلينسكي يرى في هذه التحركات إشارات قد تؤدي إلى تآكل الجهود الدولية لعزل روسيا. فهل ستتمكن هذه الزيارة من رأب الصدع بين برلين وكييف، أم أنها ستزيد من الشكوك؟
الدلالات السياسية للزيارة
تأتي زيارة شولتز في وقت يعاني فيه من ضغوط سياسية داخلية هائلة. مع اقتراب تصويت على الثقة في البرلمان الألماني، واستعداد البلاد لانتخابات مبكرة، يبدو أن شولتز يسعى لتعزيز صورته كقائد حكيم قادر على إدارة أزمات كبرى. لكن خصومه السياسيين في ألمانيا، مثل زعيم المعارضة فريدريش ميرتس، يوجهون انتقادات حادة.
ميرتس، الذي سبق أن زار كييف قبل شولتز في مايو 2022، يتهم المستشار باستخدام الحرب في أوكرانيا كأداة لحملته الانتخابية. وردًا على ذلك، يشدد شولتز على أن الحديث عن الحرب ليس استغلالًا سياسيًا، بل ضرورة لمواجهة تحديات الأمن الأوروبي.
الدور الألماني في إنهاء الحرب
يبدو أن شولتز يسعى أيضًا لدفع كييف نحو التفكير في حلول دبلوماسية لإنهاء الحرب، خاصة مع تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب حول استعداده لإنهاء الصراع سريعًا. الخوف الأكبر في أوكرانيا وأوروبا يكمن في أن تفرض واشنطن شروطًا لإنهاء الحرب تتعارض مع المصالح الأوكرانية والأوروبية.
هل ستتمكن ألمانيا من لعب دور وسيط يحقق التوازن بين الدعم العسكري والدفع نحو الحلول الدبلوماسية؟ أم أن الموقف الألماني سيظل موضع انتقاد من قبل كييف التي تشكك في جدية شولتز والتزامه؟
ماذا بعد؟
في نهاية الزيارة، يبقى السؤال الأكبر: هل ستغير هذه الزيارة من واقع الحرب في أوكرانيا، أم أنها ستظل مجرد خطوة رمزية في خضم صراع أكبر من قدرة أي طرف منفرد على حله؟
رؤية الغد تتابع الحدث
إرسال تعليق