آخر الأخبار

هل كانت سوريا ضحية لعبة شطرنج دولية أم بداية حقبة جديدة؟

اللحظات الأخيرة من الصراع في سوريا: دخول المتمردين إلى دمشق وسقوط نظام الأسد

 هل يمكن أن تشهد سوريا فجرًا جديدًا بعد سقوط حكم الأسد؟ أم أن هذا السقوط ليس سوى بداية لفصل آخر من صراعات النفوذ الإقليمي والدولي؟ مع انتهاء 54 عامًا من حكم عائلة الأسد، يبدو أن الشرق الأوسط قد دخل مرحلة جديدة، تملؤها التوقعات والمخاوف على حد سواء.

شهدت سوريا خلال العقود الخمسة الماضية أحداثًا عصفت بمستقبلها، بدءًا من صعود حافظ الأسد إلى السلطة في عام 1970 عبر انقلاب عسكري، إلى سنوات حكم بشار الأسد التي اتسمت بالصراعات والتدخلات الخارجية. حكم الأسد الأب والابن كان مزيجًا من قبضة أمنية حديدية وتحالفات إقليمية ودولية معقدة.

السقوط: التحول الأخير

في تطور دراماتيكي، أوردت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا حول منع طائرتين إيرانيتين خاصتين من دخول المجال الجوي السوري. يقال إن إسرائيل هددت بإسقاطهما إذا استمرتا في طريقهما، وسط مخاوف من أنهما تحملان أسلحة أو قوات إيرانية. هذه الخطوة تعكس تحولًا استراتيجيًا في موازين القوى، إذ يبدو أن التحالف الروسي الإيراني مع النظام السوري بدأ في التصدع تحت ضغط التغيرات الإقليمية والدولية.

دور إيران وروسيا: لاعبون أم متلاعبون؟

اعتمد نظام الأسد بشكل كبير على الدعم الإيراني والروسي للبقاء. إيران، من خلال الحرس الثوري والميليشيات التابعة لها، قدمت دعماً عسكرياً واقتصادياً كبيراً. أما روسيا، فقد استخدمت سوريا كقاعدة نفوذ جيوسياسية، وخاصة من خلال تدخلها العسكري المباشر في عام 2015.
لكن هذا الدعم لم يكن دون ثمن. إيران وروسيا لم تدعما الأسد لأسباب إنسانية أو أيديولوجية، بل لأن سوريا كانت قطعة رئيسية في لعبة شطرنج الشرق الأوسط. سقوط النظام يطرح سؤالًا هامًا: ما هي الخطوة التالية لهذين الحليفين؟

مستقبل سوريا: بين الأمل والشكوك

مع سقوط النظام، تبدو سوريا على مفترق طرق. هل ستتمكن البلاد من استعادة سيادتها وبناء دولة حديثة بمساعدة المجتمع الدولي؟ أم أنها ستظل مسرحًا للصراعات بالوكالة بين القوى الكبرى؟

  1. التحديات الداخلية:

    • إعادة بناء البنية التحتية المدمرة.
    • توفير الخدمات الأساسية لملايين المواطنين الذين يعانون من تداعيات الحرب.
    • المصالحة الوطنية بين الأطراف المختلفة، بما في ذلك المعارضة والنظام السابق.
  2. التدخلات الخارجية:
    من المتوقع أن تسعى القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين وحتى الاتحاد الأوروبي إلى لعب دور في مستقبل سوريا، سواء لأسباب استراتيجية أو إنسانية.

  3. المصالحة مع الشعوب:
    شعب سوريا، الذي عانى الويلات خلال السنوات الماضية، ينتظر بفارغ الصبر قيادات جديدة تحمل رؤى تنموية حقيقية، بعيدًا عن التبعية والتدخلات.

الدرس المستفاد:

الحرب في سوريا لم تكن مجرد نزاع داخلي؛ بل كانت صراعًا دوليًا بأبعاد سياسية وجغرافية. كل طرف كان يسعى لتحقيق أجندته الخاصة، تاركًا الشعب السوري يدفع الثمن. السؤال الآن هو: هل يمكن للعالم أن يتعلم من هذه التجربة المريرة؟


سقوط نظام الأسد ليس مجرد نهاية لعهد طويل من الحكم المستبد، بل هو فرصة لسوريا لتعيد اكتشاف نفسها. ولكن هذه الفرصة لن تتحقق إلا إذا توافرت قيادة وطنية جديدة وإرادة دولية حقيقية لدعم استقرار البلاد. الأيام القادمة وحدها ستكشف إن كانت سوريا على أعتاب عهد جديد من السلام، أم أن النزاع سيظل هو السمة السائدة.

رؤية الغد تتابع الحدث


Post a Comment

أحدث أقدم